Remarque : Article ancien, la version française n'est pas disponible

تعرف حالة سوق السيارات في الجزائر ارتباكا كبيرا حاليا؛ وذلك بعد تصريحات الرئيس الذي حدد طي ملف الاستيراد قبل نهاية الثلاثي الأول من 2022. وتعهدات وكلاء الاستيراد الجزائريين بالالتزام بكل شروط دفتر الشروط. مما يجعل المواطن الجزائري يقع في حيرة بسبب صعوبة قرار شراء سيارة في هذه الأيام، هل يشتري أو يستبدل سيارة الآن، أو ينتظر حتى انطلاق الاستيراد!

• فهل على المواطن الجزائري الاكتفاء بالخيارات المتاحة حاليا؟
• أم عليه الانتظار إلى غاية انخفاض الأسعار بعد بدء الاستيراد؟

شهر جويلية 2022.. الشهر الموعود

مؤخرا، قال الرئيس تبون أن ملف الاستيراد سيعرف نهاية أزمته؛ التي طالت قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الحالية. وعلى إثر هذه التصريحات، قام تجمع وكلاء السيارات الجزائريين عبر بيان لهم.. بالتعهد بموعد استيراد السيارات ودخول أول سيارة جديدة إلى الجزائر في جويلية 2022. هذا إذا ما تم حقيقة احترام الموعد المحدد لإصدار الاعتمادات.

وهو ما جعل النقاش يحتدم لدى المواطنين الجزائريين الراغبين في شراء أو استبدال مركباتهم. حيث يتساءل المواطن هل عليه أن يشتري سيارة أو يستبدل سيارته الآن سواء مستعملة، أو من المستوردين الخواص متعددي العلامات، أم عليه أن ينتظر انطلاق استيراد السيارات عبر الوكلاء المعتمدين؟

وفي هذا الصدد قال مراد سعدي الخبير في ملف استيراد السيارات:

“أغلبية المتعاملين الجزائريين متعاقدين مع شركات آسيوية، ومن الواضح أن صناعة الحجم الذي سيطلبونه سيستغرق وقتا أي حوالي شهر، ضف إلى هذه المدة حوالي الشهرين والنصف مدة النقل عبر البحر. زد لها حوالي 15 يوم لإصدار الشهادات والتوزيع. وإذا قام كامل المتعاملين، الأجانب والجزائريين بأخذ اعتماداتهم في نفس الوقت، فأظن أن الشركات الأوروبية هي التي ستغزو السوق في البداية، لأنها قريبة من حيث المسافة”.

حالة سوق السيارات في الجزائر

إذن فقرار شراء سيارة جديدة حاليا صعب للغاية ويعتمد على عدة عوامل مختلفة، فما الحل؟

إذا لم يكن المواطن في حاجة مستعجلة إلى الشراء فإنه من الأفضل أن ينتظر أكثر. على عكس المواطن الذي قد يكون من الضروري له أن يقتني سيارة في أقرب وقت -لأسبابه الخاصة- فهو مجبر على الشراء من الخيارات المتاحة حاليا.

كما أن هذا القرار يعتمد على الإمكانيات الشخصية ودرجة المخاطرة لكل شخص، لأنه قرار يُتخذ في وضع فيه سوق السيارات المستعملة بأسعار ملتهبة .. وسوق السيارات الجديدة غير موجود بعد!

حلم اقتناء سيارة جديدة في سوق السيارات في الجزائر المتقلب

بالنسبة للأشخاص الذين لا يرغبون في اقتناء سيارة مستعملة ويتوجهون إلى السيارات الجديدة، هم الآخرون أمام قرار صعب بالشراء من إحدى الطرق المتاحة، أو الانتظار حتى انفراج أزمة الاستيراد. ومن بين الطرق المتاحة أمامهم حاليا هي شراء سيارات جديدة مستوردة من طرف الخواص.

حيث أنه في حالة انتظارهم للاستيراد.. فإن وصول أول سيارة مستوردة إلى الجزائر سيكون في شهر جويلية. أما السعر فسيكون بداية من 99 مليون سنتيم، كما جاء في تعهدات وكلاء استيراد السيارات في حال نيلهم الاعتمادات شهر مارس المقبل.

لكن في حال تفضيلهم شراء سيارات مستوردة من الخواص حاليا، فإنهم سيجدون أنفسهم أمام أسعار مرتفعة للغاية. حيث وصل سعر سيارة سوزوكي اس-بريسو إلى 250 مليون سنتيم، وسيارة سيتروين سي إيليزي عُرضت بـ 295 مليون سنتيم.

العوامل المؤثرة على اسعار السيارات المستوردة

هذا ويرجع المتعاملون الخواص أن السبب في استيرادهم لسيارات متوسطة، هو تدني القدرة الشرائية للمواطن الجزائري. الذي أصبح يبحث عن سيارة عملية وكفى، دون التطرق الى المواصفات.

كما أرجع المتعاملون الخواص إلى أنه توجد أسباب أخرى أدت إلى ارتفاع أسعار السيارات.. منها أزمة تدني قيمة الدينار مقابل الأورو، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل وارتفاع سعار السيارات في حد ذاتها في البلدان المصنعة. بدون أن ننسى أزمة الرقائق الالكترونية؛ والتي تعاني منها كل مصانع السيارات عالميا إثر جائحة كورونا.

فكل هذه العوامل سابقة الذكر، أدت مجتمعة إلى ارتفاع سعار السيارات الجديدة المستوردة من طرف المستوردين الخواص متعددي العلامات. فأصبحت أسعار غولف GTD من 950 مليون سنتيم إلى مليار و60 مليون سنتيم!.. وسيارة كادي من 720 مليون سنتيم إلى 770 مليون سنتيم!.. وسيات ليون من 640 مليون سنتيم إلى 770 مليون سنتيم!

هذا ويبقى حلم المواطن الجزائري باقتناء سيارة قبل نهاية 2022 قائما بعد عناء وصبر داما طويلا. مما جعل رسالة الوكلاء الأخيرة تبث الأمل في نفوس الراغبين في شراء سيارة جديدة.. فحسب الخبراء في الشأن الاقتصادي، فإن سوق السيارات الملتهب في الجزائر سيعرف انخفاضا محسوسا مع اعطاء الاعتمادات.. وانخفاظا أكبر مع دخول أول سيارة مستوردة.