ملف استيراد السيارات يتعقد.. والوكلاء يوقفون النشاط
في تطور مُلفت لملف استيراد السيارات في الجزائر .. قام اليوم -الجمعة 11 فيفري- تجمع وكلاء استيراد المركبات الجديدة؛ بتوجيه رسالة إلى وزير الصناعة السيد أحمد زغدار. وجاءت رسالة وكلاء السيارات ردّا على التصريحات الأخيرة لوزير الصناعة؛ والتي صرح بها في الجلسة العلنية للمجلس الشعبي الوطني أول أمس؛ إضافة إلى التصريحات التي أدلى بها عندما حلّ ضيفا على الإذاعة الوطنية.
- فما الذي تضمنته رسالة الوكلاء؟
- وما الذي دفعهم إلى الرد على تصريحات الوزير؟
امتعاض وتفاجؤ وكلاء استيراد السيارات من تصريحات الوزير
في رسالة حصل عليها موقع (أخبار السيارات في الجزائر www.autodznews.com) .. أعرب الوكلاء عن امتعاضهم وتفاجئهم من تصريحات الوزير التي توحي بأن استيراد السيارات لن يكون ممكنًا في القريب العاجل. وهو ما يناقض -كما في الرسالة- الأوامر التي وجهها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في ديسمبر الماضي؛ حين أمر بتعجيل الإفراج عن رخص الاعتماد.
ويضيف الوكلاء في رسالتهم إعرابهم عن استيائهم من التأخر الذي تعرفه عملية منح رخص الاستيراد منذ سنة 2020. وكذا استياءهم من أداء اللجنة الوزارية التي تضم 5 قطاعات، والتي قارنوها باللجان الوزارية السابقة؛ التي دأبت على دراسة ملفات الاستيراد منذ سنة 2015.
وأشارت الرسالة إلى تجاوز اللجنة للمهلة المحددة بـ 20 يوما كأقصى تقدير؛ والتي حددت في دفتر الشروط الأخير. وبذلك فإن اللجنة المشتركة بين الوزارات قد تجاوزت المواعيد و صلاحياتها المحددة في التشريعات.
ملف استيراد السيارات .. إلى أين؟
وتساءل الوكلاء عبر رسالتهم عن مصير 8 ملفات كان قد صرح وزير الصناعة في ديسمبر الماضي أنها محل تحفظات؛ والتي من المفترض أنها قيد التصحيح، فأين وصلت العملية اليوم؟
كما طرح الوكلاء انشغالهم حول كيف ستتعامل الوزارة مع سوق السيارات؛ التي شهدت ندرة في المركبات وفي قطع الغيار الأصلية، وخدمات ما بعد البيع.
ردَّ الوكلاء على تصريحات الوزير بوقف النشاط وتسريح العمال
قال وكلاء السيارات أن المشكل يكمن في غياب إرادة حقيقية لدى الوزارة، وعليه وردّا على تصريحات الوزير؛ فقد قرر الوكلاء الـ 80 وقف نشاطهم وتسريح العمال وتجميد تسديد الضرائب. وورد ذلك في رسالتهم كالآتي:
وشدّد الوكلاء إلى أن عدم الحصول على رخص الاستيراد؛ وتأخرها هو أمر غير مقبول. وظلم وتعسف في حق وكيل السيارات؛ الذي يبقى هو الخاسر الأكبر إلى جانب المواطن الراغب في شراء سيارة جديدة.
من يرغب في الحصول على سيارة يمكنه استيرادها بنفسه !
وتعجب وكلاء السيارات كيف يمكن للوزارة أن توكل مهمة استيراد سيارة إلى المواطن. حيث قال الوزير: “من يرغب في الحصول على سيارة يمكنه استيرادها بنفسه”. وجاء حسبهم أن في هذا الأمر دفع بالمواطن إلى السوق الموازية للعملة الصعبة. وهو ما يناقض مخطط عمل الحكومة التي تسعى إلى امتصاص أموال السوق الموازية.
التعديلات المتتالية لدفتر الشروط
وتساءل وكلاء استيراد السيارات الجزائريين عن سبب تعديل دفتر الشروط في كل مرة. حيث ورد في رسالتهم: “ونتساءل.. عن سبب تعديل دفتر الشروط في كل مرة، الذي تصفه كوزير للقطاع بـ ‘التعجيزي’.. جميعنا يعلم أن دفتري الشروط السابقين تم اعدادهما من طرف وزارتكم.”
كما أكد الوكلاء على قدرتهم على الالتزام اليوم بالدفتر الحالي للشروط. إلا أن الجهات القائمة على الفرز تتحفظ بأعذار لا وجود لها -كما جاء في الرسالة-.
رأي الوكلاء في صناعة جزائرية للسيارات
بخصوص تصريحات الوزير الذي كرّر أكثر من مرة بأن قطاعه يبحث صناعة حقيقية وفعلية، رد الوكلاء بقولهم : “أن صناعة السيارات تتطلب نفسا طويلا، وإنتاج أول سيارة جزائرية لن يكون قبل سنة 2026.” وذلك بسبب طول العملية التي تتم على مراحل؛ من إبرام العقود، وتجهيز المصنع، وتنصيب العتاد.
وفي ذات الصدد، يضيف الوكلاء أن كل من يتحدث عكس ذلك، فهو يَعِد الشعب بالمغالطات. حيث أنه لا يمكن بلوغ نسبة إدماج 40 بالمائة في ظرف قياسي إلا في حالة الرغبة في إعادة تجربة “نفخ العجلات”!
كما نوّه الوكلاء إلى أن كبار المصنعين في العالم أصبحوا متخوفين من دخول السوق الجزائرية. بسبب كثرة القرارات الملغاة، الذي يقود لانعدام الثقة. وهو ما دفع الوكلاء المحتملين للتساؤل: أين هو قانون الاستثمار الجديد؟
استيراد السيارات في الجزائر .. نفق مظلم
وفي الأخير، طرح الوكلاء الإشكال التالي عن ملف استيراد السيارات: “ما سر تعطيل توقيع اعتماد السيارات الجديدة، ومن المستفيد من منع دخول المركبات السوق الجزائرية. وكيف يمكن للجنة تقنية ولجنة طعون؛ أن تتأخر بهذا الشكل في دراسة 73 ملفا و46 طعنا؟”
رغم كل هذا؛ تم تسجيل خروج اللجنة التقنية الأسبوع الماضي فقط إلى أحد الوكلاء، من أجل معاينة الهياكل التي اعتمدها لاستيراد مركبات من صنف “الآلات المتحركة”. مما أثار استغراب الوكلاء.. الذين قالوا أنهم لطالما تعرضوا للظلم منذ سنوات. من أجل تحقيق ملف استيراد السيارات في الواقع، وأكدوا أنهم غير مستعدين لمزيد من الخسائر بعد اليوم.
المقالات المشابهة
أحدث موديلات السيارات المتوفرة في السوق اليوم، والتي تقدم أحدث الابتكارات والأداء.