بالرغم من أن القانون الجزائري يكفل حقوق المواطن في وسائل النقل، إلا أن غالبية المسافرين يجهلونها. وهو الأمر الذي من الممكن أن يوقعهم في مشاكل عند استخدامهم لمركبات النقل الجماعي أو العمومي؛ فقد يمكن مثلا أن تتوقف المركبة بسبب عطب ما، أو تفويت نقطة الوقوف أثناء السفر.

• فما هي حقوق المواطن الجزائري في وسائل النقل؟

حقوق المواطن في وسائل النقل وفق القانون

يضمن القانون ساري المفعول حقوق الراكبين داخل وسيلة النقل والتي على الناقلين التقيد بها وتعتبر واجبهم اتجاه زبائنهم. حيث يجب إلزاما على السائق أو صاحب المركبة وضع التعريفات على وسيلة النقل، بالإضافة إلى الحقوق التالية:

1. ضمان وسيلة ثانية للنقل في حال حدوث عطب

أثناء السفر، يمكن أن تتوقف المركبة سواء بسبب حادث أو عطب أو أي أمر آخر طارئ، في هذه الحالة على الناقل ضمان مواصلة المسار للمسافرين. حيث أن القانون يضع مسؤولية نقل العالقين على الناقل فيجب عليه توفير وسيلة نقل أخرى.

إلا أن الممارسات التي نشهدها عكس ذلك، فنرى الناقلين يتخلون على المسافرين فيضطرون إلى تأمين إستمرارية الرحلة بأنفسهم. وفي بعض الحالات يوفر الناقل حافلات لنقلهم؛ إلا أن هذه الأخيرة -أحيانا- تطلب من العالقين إعادة دفع ثمن الرحلة مجددا!

2. إلزامية منح التذكرة

منح الراكب تذكرة الركوب هو أمر إجباري على الناقل ويشدد عليه القانون. إلا أن بعض الناقلين يتكاسلون في منحها للراكب خاصة إذا كان يتنقل لمسافات قصيرة. كذلك، إذا ما تمّ منح التذكرة فإنها تفتقر لكل المعلومات الأساسية مثل تاريخ الرحلة وأرقام الهاتف، أو الأمتعة المسجلة. بحيث تعد هذه المعلومات مهمة للغاية خاصة في حالة قام الراكب بتضييع غرض ما كالأوراق والوثائق الهامة، ليعود للمعلومات الموجودة على التذكرة.

3. نظافة وسيلة النقل

الحق الغائب في الكثير من حافلات النقل خاصة بين الولايات هي النظافة. حيث أن القانون يُحق للراكب الصعود في مركبة نظيفة. إلا أن الواقع مغاير، فنرى بعض المركبات متسخة؛ أو تكسر زجاج النوافذ أو الكراسي مغطاة بالغبار وبقايا فضلات. من جهة أخرى فإن الركاب يقومون بالمساهمة في اتساخ المركبات عن طريق رمي بقايا المأكولات والمشروبات في أرضية الحافلة. إلا أن على الناقل تنظيف وسيلة نقله في كل رحلة.. لأنه في حالة إيقافها عند نقاط التفتيش وإيجادها متسخة سيعاقبه القانون.

4. ضرورة الهندام الحسن للسائق والقابض

ويدخل ضمن النظافة كذلك اللباس المحترم والهندام الحسن لكل من السائق والقابض. وعلى هذين الأخيرين التعامل بأدب مع الركاب. وعليهم تلبية نداء الزبائن؛ حيث أن كل هذه الشروط تدخل ضمن مهام نشاطهم.  

5. مساعدة المسنين والمرضى

مساعدة المسنين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.. ضرورية عند الركون والنزول؛ إضافة إلى مساعدتهم في حمل الأمتعة. وحتى بدون وجود هذا القانون فإن على السائق والقابض التمتع بأخلاقيات المهنة والأخلاق الدمثة. كما لا يجب معاملة الزبائن كأنهم سلعة فيتم حشرهم في المركبة أكثر من العدد الذي تتحمله فقط من أجل الحصول على عائد أكبر.

6. النزول بنقاط التوقف

كما يضمن القانون للمواطن الحق في التوقف والنزول عند مختلف نقاط الاستراحة والتوقف. سواء من أجل قضاء الحاجة أو شرب مشروب أو شراء الماء أو غيرها. إلا أن الناقلين عادة ما يرفضون ذلك بحجة أن التوقف سيؤخرهم عن موعد الوصول.

وهناك نقاط أخرى نلخصها في الآتي:

7. التزام الناقل بإيصال المسافر إلى الوجهة المقصودة

8. إلتزام الناقل بضمان سلامة المسافر وأمتعته المسجلة

9. إلتزام الناقل بمسؤوليته عن الأضرار التي تلحق بالمسافر أو أمتعته المسجلة

10. إلتزام الناقل بمسؤوليته عن أضرار التأخير

ونشير إلى أن كل هذه الإلتزامات والحقوق يُتبع في تطبيقها أو المساءلة بها إلى القانون الجزائري، وليس المطالبة بها اعتباطا، دون إثباتات حقيقية من طرف مستعملي وسائل النقل العمومي.

حقوق الناقل على المسافرين

كما على المواطنين الذين يستعملون وسائل النقل واجبات أهمها: التزامه بدفع أجرة النقل، وكذلك اتباع تعليمات الناقل. هذا الأخير أعطاه القانون سلطة محكمة تكفل له الحفاظ على الأمن والنظام، وكذلك تأمين مركبة النقل لإيصال المسافرين سالمين ماديا ومعنويا إلى وجهاتهم. ففي حالة ثبوت خطر من قبل أحد الركاب في النقل الجماعي، وتم كشفه أثناء السفر، فيمكن للناقل العمل على إنزال الراكب الذي قد يسبب وجوده خطرا حقيقيا على الأمتعة أو المركبة.. فضلا عن إلحاق الأذى ببقية المسافرين.