ستيلانتيس و منتدى حرية التنقل في نسخته الثانية يكشف عن احصائيات مهمة
اختتم منتدى حرية التنقل، المنظم من طرف شركة ستيلانتيس Stellantis، فعاليات نسخته الثانية أمس الثلاثاء 3 أفريل 2024. وجمعت هذه الفعالية الدولية بين طلاب باحثين وخبراء من كافة أنحاء العالم قصد اجراء مناقشة قائمة على الحقائق من أجل استكشاف حلول للتحدي الملّح المتمثل في ضمان تنقل آمن ومستدام في عالم يواجه تهديدات تغير المناخ، وللتوصل إلى إجابة على السؤال المحوري: هل يستطيع كوكبنا تلبية احتياجات التنقل لسكان العالم الذين يتزايد عددهم باستمرار؟
منتدى حرية التنقل واستكشاف حلول مستدامة للتنقل
للبحث عن سبل تحقيق تنقل مستدام في ظل تحديات المناخ، وضع منتدى حرية التنقل أبحاث طلبة من مختلف الجامعات حول العالم في طليعة النقاش، ليستكشف حلولًا مبتكرة عبر ثلاثة مجالات رئيسية:
· * التكنولوجيا الخضراء: غاص طلاب من المدرسة الوطنية للصناعات المعدنية والمعادن بالقنيطرة بالمغرب في دراسة التحديات البيئية والاقتصادية والتكنولوجية المرتبطة بمصادر طاقة النقل. وركزوا على تحديد حلول تقنية تسهم في تخفيف استنزاف الموارد وتعزيز الاستدامة طيلة دورة حياة أنظمة النقل.
· * العدالة الاجتماعية في النقل: بحثت كلية هيلر للسياسة الاجتماعية والإدارة بالولايات المتحدة العلاقة الترابطية بين قرارات التنقل واهتمامات تغير المناخ وقضايا العدالة الاجتماعية. وسعى بحثهم إلى تحديد أوجه عدم المساواة في إمكانية الوصول إلى وسائل النقل واقتراح مسارات لتعزيز تكافؤ الفرص وسهولة الوصول للجميع.
· * إعادة التفكير في نماذج التنقل: قام طلاب من كلية إدارة الأعمال العليا بباريس بتحدي فكرة الاعتماد السائد على ملكية السيارات الخاصة. وركز استكشافهم على إيجاد حلول مبتكرة توفر خيارات تنقل أكثر فعالية من حيث التكلفة وقابلية التوسع والمراعاة للبيئة، لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية الراهنة.
إعادة التفكير في نموذج عمل شركات السيارات
يتناول المنتدى أيضًا الحاجة إلى تجاوز نموذج ملكية السيارة كحل رئيسي للتنقل، ففي إجابة على سؤال حول مستقبل صناعة السيارات في ظل تأثيرها البيئي المتزايد، و الذي طرح لكارلوس تافاريس Carlos Tavares، الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتيس، والذي كان حاضرا في المنتدى؛ اعترف بالحاجة إلى تحول جذري في سلوك المستهلكين مؤكدا بالتزام ستيلانتيس بتعزيز خيارات التنقل المستدامة. و في هذا الصدد، ذكر تافاريس عمليات الاستحواذ التي قامت بها ستيلانتيس على شركات مشاركة السيارات في أوروبا وتحويلها إلى مشاريع ناجحة، مشيرا إلى أهمية التعاون بين شركات السيارات والمدن (من خلال توفير مواقف مجانية للسيارات)، ومقدمي الطاقة (من خلال الأسعار التنافسية)؛ كشروط أساسية للتغيير من نموذج ملكية السيارات.
ويؤكد تافاريس على التزام ستيلانتيس بالتطور إلى ما هو أبعد من مجرد تصنيع السيارات قائلاً: "اليوم، نصنع سيارات، لكننا نحاول أن نقدم لمواطنينا شيئًا آمنًا ونظيفًا وبأسعار معقولة. غدًا، إذا كنتم تريدون منا أن نفعل شيئًا آخر، فنحن هنا لخدمتكم؛ لسنا مدمنين على السيارات، بل هدفنا هو خدمة احتياجات زبائننا للتنقل بشكل مستدام. "
ستيلانتيس تدفع في الجزائر إلى مستقبل مستدام
تتواجد ستيلانتيس في طليعة إيجاد حلول مستدامة للتنقل في الجزائر، حيث يشهد الوطن اهتمامًا متزايدًا بالسيارات الكهربائية وتحولًا كبيرًا نحو التنقل المستدام. مع رغبة 45٪ من السائقين الجزائريين في امتلاك سيارة كهربائية، وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة نفطال؛ وتبرز هذه الرغبة في تبني حلول النقل المستدامة بشكل أوضح؛ من خلال الجهود التي تم بذها من أجل ذلك، أهمها هدف السلطات في اقتناء 1000 سيارة كهربائية
وتعمل ستيلانتيس على تعزيز إنتاج وتوزيع السيارات الكهربائية في الجزائر. بحيث أعلنت شركة فيات Fiat ، التابعة لشركة ستيلانتيس، عن توفر طراز فيات 500 الهجينة، التي توفر حتى 20% من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تقدم أوبل Opel ، وهي علامة تجارية أخرى تحت مظلة ستيلانتيس، السيارات الكهربائية إلى السوق الجزائرية؛ وذلك حسب تصريح نسيم بن قرقورة، المدير العام لشركة أوبل الجزائر، الذي أشار الى أن اوبل على وشك استيراد سيارة سيارة موكا Mokka بنسختها الكهربائية بالكامل، وسيتم عرضها ضمن مجموعة السيارات المسوقة لسنة 2024.
استطلاع يكشف عن مدى رغبة العالم في التغيير
بالإضافة إلى ما سبق ذكره من نقاشات في منتدى حرية التنقل، كشفت شركة YouGov، وهي شركة أبحاث عالمية، عن استطلاع عالمي جديد أجري على أكثر من 5000 شخص من خمسة دول، ليلقي الضوء على وجهات النظر السائدة تجاه خيارات النقل المستدام. وكانت النتائج كما يلي:
· عائق تبني خيارات المواصلات المستدامة: لا يزال ربع سكان العالم تقريبًا، أي 1 من كل 4 أشخاص، مترددين في اعتماد وسائل نقل صديقة للبيئة. تبرز هذه الظاهرة بشكل خاص في المناطق الريفية الأمريكية، حيث عبر أكثر من نصف المستطلعين عن عدم استعدادهم لإجراء أي تغييرات.
· فجوة بين النية والسلوك: على الرغم من استعداد 3 من كل 4 أشخاص لاتخاذ خطوات أكثر مراعاة للبيئة، إلا أن أقل من 10٪ منهم قاموا بالفعل بتغييرات جوهرية في حياتهم اليومية. وهذا يشير إلى أننا ما زلنا في المراحل الأولى من التحول الكبير نحو الاستدامة.
· اتجاه إيجابي نحو خيارات نقل مشتركة: رحب 6 من كل 10 أشخاص بالتخلي عن الاعتماد الكلي على المركبات الخاصة. وتتصدر دول مثل الهند والبرازيل هذا الاتجاه، بينما تظهر الأسواق الأكثر نضجًا حماسًا أقل (50% أو أقل). تبرز الفجوة بشكل خاص في المناطق الريفية الأمريكية، حيث تصل نسبة التأييد إلى 28% فقط، ويعود ذلك جزئيًا إلى صعوبة الوصول إلى وسائل النقل العام في هذه المناطق.
· قادة التغيير: يبدو أن دفة قيادة "الثورة الخضراء" في مجال النقل تتركز حاليًا بين يدي صانعي السياسات والمواطنين أنفسهم، مع تأخر ملحوظ للشركات باستثناء الولايات المتحدة.
مع تزايد عدد سكان العالم، تبرز الحاجة الماسة إلى إيجاد حلول تنقل مستدامة؛ حيث وفر منتدى حرية التنقل السنوي الثاني، المنظم من طرف ستيلانتيس، منصة ديناميكية للطلاب والخبراء للتعاون والابتكار، وتطوير استراتيجيات عملية لمواجهة هذا التحدي الذي تزيد أهميته في كل سنة. ونأمل أن تواكب الجزائر هذه التطورات من أجل مستقبل أكثر استدامة.
المقالات المشابهة
أحدث موديلات السيارات المتوفرة في السوق اليوم، والتي تقدم أحدث الابتكارات والأداء.