الوكلاء الحاليون لبيع السيارات
مع توقف استيراد السيارات منذ سنوات؛ انتشرت قاعات عرض بيع السيارات للوكلاء متعددي العلامات؛ التي تسوق لمختلف المركبات؛ أثناء غياب اعتماد وكلاء رسميين لاستيراد السيارات الجديدة. ففي الوقت الذي عرفت فيه الجزائر أزمة وتخبطا في سوق السيارات ومع ندرة قطع الغيار الأصلية، ظهر ما يعرف بـ “الوكلاء الموازون”. وقد عرفت هذه الأخيرة دخول المنافسة من عدة مدن عربية كدبي وأبو ظبي، وكذلك مارسيليا وروما الأوربيتين. محاولين استغلال الثغرة وسد الحاجة التي تعاني منها الحظيرة الوطنية.
- ولكن تلبية هذه الحاجة بأي ثمن؟
- وهل تعوض أو تنافس وكلاء الاستيراد المعتمدين؟
نظرة على اسعار السيارات في قاعات العرض الحالية
بعد بلوغ الاستيراد من طرف الخواص 10 الاف سيارة في جانفي، وما معدله بين 2000 إلى 4000 سيارة في الأشهر التالية، انتشرت قاعات العرض التي تسوق سيارات من المانيا وفرنسا وإيطاليا، وكذلك سيارات جديدة من الهند واليابان. ما جعل هذا النشاط يستقطب عدة مستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال على اختلافهم، من أجل استغلال حالة السوق وتحقيق الأرباح. فظهرت منافسة شديدة أدت إلى عودة انتشار قاعات عرض السيارات بشكل منقطع النظير. فأصبحت تسوق مختلف السيارات؛ من صغيرة إلى متوسطة الحجم إلى الفخمة.
وفيما يلي سنلقي نظرة على اسعار السيارات المتداولة في هذه القاعات، والتي أقل ما يقال عنها أنها اسعار جنونية لارتفاعها بشكل مبالغ:
- سيارة بيجو 208 الجديدة ببطاقة رمادية “صافية” بلغ سعرها 475 مليون سنتيم.
- سيارة بيجو 3008 الجديدة بسعر 740 مليون سنتيم.
- سيارة تويوتا رايز بسعر 580 مليون سنتيم
- سيارة تويوتا لاندر كروزر بسعر مليار و800 مليون سنتيم.
- سيارة تويوتا هيليكس بسعر 850 مليون سنتيم.
- سيارة تويوتا ياريس أحدث موديل بسعر 520 مليون سنتيم.
- سيارة داسيا سانديرو الجزائرية بسعر 350 مليون سنتيم.
- سيارة رونو سامبول المركبة في الجزائر بسعر 320 مليون سنتيم.
- سيارة رونو كابتور 2022 بسعر 580 مليون سنتيم.
- سيارة سكودا فابيا الجديدة بسعر 500 مليون سنتيم.
- سيارة سوزوكي سويفت بسعر 340 مليون سنتيم.
- سيارة سيات ليون الجيل الأخير بسعر 730 مليون سنتيم.
- سيارة شيفرولي كابتيفا بسعر 620 مليون سنتيم.
- سيارة غولف 8 بسعر 800 مليون سنتيم.
- سيارة فولكسفاجن كادي الجيل الجديد بسعر 750 مليون سنتيم.
- سيارة فولكسفاغن تيغوان الجديدة بسعر 980 مليون سنتيم.
- سيارة كليو 4 جيتي لاين المركبة في ورشة وهران بسعر 400 مليون سنتيم.
- سيارة كليو 5 بسعر 450 مليون سنتيم.
- سيارة نيسان كاشكاي بسعر 950 مليون سنتيم.
- سيارة نيسان كيكس بسعر 600 مليون سنتيم.
رؤية أصحاب معارض بيع السيارات للأسعار
يرى الوكلاء متعددوا العلامات أن الأسعار التي يعرضون بها سياراتهم للبيع، هي اسعار معقولة رغم ارتفاعها. ويرجعون ذلك لأنهم يدفعون جميع ضرائب الاستيراد من رسوم جمركية، والرسم على القيمة المضافة، وكذلك مصاريف الشحن. مع تأكيدهم أنهم يحصلون على العملة الصعبة أيضا بأسعار مرتفعة من السوق السوداء.
كل هذه العوامل جعلت من اسعار السيارات ترتفع ارتفاعا جنونيا في نظر المشرين، لكن هذا لم يكن ليحصل لو أن الدولة سمحت باستيراد السيارات عن طريق الوكلاء المعتمدين -على حسب قول بعض مرتادي هذه المعارض- الذين لم يجدوا خيارات أخرى متوفرة تتيح لهم اقتناء سيارة جديدة بسعر مناسب.
بيع السيارات الجديدة على الارصفة
تنتشر بكثرة ظاهرة بيع السيارات الجديدة على الأرصفة خاصة في ولاية الوسط الساحلي وبعض ولايات الغرب. ومع تزايد نشاط هؤلاء السماسرة صارت المنافسة أعلى، ما جعل بعضهم ينتقل من البيع العشوائي إلى حلة جديدة. فاصبحوا يبيعون ويسوقون سياراتهم في قاعات عرض منظمة؛ تحت غطاء وكلاء متعددي العلامات.
ويؤكد العديد من أصحاب هذه القاعات انهم تجار معتمدون بسجل تجاري وينشطون بطريقة قانونية. أي انهم يقومون بدفع الضرائب وكافة الرسوم المترتبة عن نشاطهم. كما يؤكدون أنهم يملكون شبكة دولية تربطهم بالمصنعين من الدول الأوروبية والآسيوية. بالإضافة إلى شبكة شركات شحن دولية هي الأخرى؛ من أجل أن تضمن لهم ادخال السيارات إلى الجزائر بطريقة قانونية، مع امكانية الحصول على تسهيلات.
وهو الأمر الذي يدفعنا للتساؤل: هل هي حقا قاعات لعرض السيارات؟ لأن بعض أصحاب هذه الأخيرة لا يكتفون بعرض السيارات للبيع، بل أيضا تجدهم يعرضون خدماتهم وتهسلاتهم لعملية الاستيراد من البداية إلى النهاية. حتى انهم يقدمون خدماتهم في معالجة وضمان المغامرات الضريبية والإدارية لعملية الاستيراد المعقدة.
تخفيضات خيالية أم عروض احتيالية
يستخدم بعض هؤلاء الموزعون وسماسرة استيراد السيارات وحتى الوكلاء الأجانب؛ منصة فيسبوك من أجل الترويج لعروضهم المغرية (مقارنة باسعار السوق الحالية). حيث تصل التخفيضات على بعض أنواع السيارات إلى 80 مليون سنتيم. وهي ما يجعل هذا النشاط مشبوها. فلم يعد واضحا من يتبع الإجراءات القانونية ومن يحتال على المواطنين.
من هذه العروض نجد عروضا تعرض تخفيضات خيالية مرة واحدة. فسيارة سوزوكي سويفت تم عرضها من قبل احد هؤلاء بسعر 264 مليون سنتيم، في حين أنها تسوق حاليا في الجزائر بسعر 340 مليون سنتيم. والغريب أنهم يطلبون دفع مقدم يفوق 150 مليون سنتيم، وانتظار شهرين ونصف للحصول على السيارة!.
مخاطر الشراء على المواطنين
حسب هؤلاء التجار الذين يلعبون دور الوكلاء حاليا، فإن سياراتهم تسوق ببطاقة رمادية “صافية”، كما يقولون أنهم يتولون دفع كل رسومها الجمركية والضرائب. وهو الامر -حسبهم- الذي يجعل سعر السيارة مرتفعا. فهم يصرحون بأنهم يدفعون ما لا يقل عن 100 مليون سنتيم للسيارات الصغيرة، وما بين 200 الى 300 مليون سنتيم للاحجام المتوسطة كرسوم وضرائب. لكنها -بالنسبة لبعض المواطنين- فإن هذه تبقي مجرد حجج يتوارى خلفها هؤلاء التجار ليبرروا الأسعار الملتهبة.
كما يرى بعض المتتبعين أن مخاطر الشراء من عند ما يسمى بـ “الوكلاء متعددي العلامات” لا تتوقف هنا، فخدمات الضمان وخدمات ما بعد البيع غير متوفرة عند أغلبهم. وهو الأمر الذي لا يصرحون به، وقد يتلاعبون بالألفاظ ليخفوه. فتجدهم يدّعون أن خدمات الضمان متوفرة عند الممثل الرسمي للعلامة في الجزائر، في حين أن الممثل بحد ذاته غير موجود! أو هو موجود لكن لا تربطه أي علاقات رسمية بهم. على عكس ما كان يقدمه الوكلاء المعتمدون. ليبقى الزبون الجزائري في حالة ما إذا اشترى هذه السيارات غير محمي من عدة جهات. واذا حدث أي خلل أو عطب تقني فإنه لن يستفيد من أي ضمان أو خدمات مجانية لما بعد بيع السيارات.
هل يصح تسميتهم بالوكلاء ؟
لم يمنح القانون الجزائري تسمية الوكلاء إلا للمعتمدين منهم الذين تربطهم عقود رسمية مع مصانع السيارات، أما هؤلاء الذين يمتهنون بيع السيارات حاليا؛ فالتسمية الصحيحة لهم هي تجار سيارات بالجملة أو بالتجزئة “موزع” أو “معيد بيع معتمد”، وهو ما يمكن أن تغطيه النشاطات الاقتصادية في السجل التجاري تحت رمز 305014 للبيع بالجملة، و الرمز 503307 بالنسبة للسيارات المستعملة. لكن بعضهم يستغل أيضا الرمز 503318 ليبيع ما يسمى بالسيارات الجديدة، هذا الرمز الأخير الذي من المفروض أن لا يستعمله إلا من حاز على اعتماد من طرف الوكلاء المعتمدين أنفسهم. ويبيع فقط سيارات جديدة لم يتم امتلاكها من طرف مواطن آخر؛ حتى لو كانت بعداد صفري. لأن هذه الأخيرة تمتلك صفة المستعملة ولا تُعتبر جديدة بمفهوم القانون.
أما استيراد المركبات الجديدة فهو نشاط مقنن تحت رمز 450101، وهو خاص بالوكلاء المعتمدين فقط من طرف الشركات المصنعة الأم؛ والمرخص لهم رسميا من طرف وزير الصناعة. وقد ضبطت الجريدة الرسمية تعريف كل جهة بدقة، وذلك في العدد 49 من سنة 2020 (صورة مرفقة آخر المقال).+
ليبقى سوق بيع السيارات في الجزائر تحتاج لتنظيم أكثر، وأن لا يتم الاعتماد فيه فقط على التجار الموزعين، الذين صار بعضهم يستغل الندرة ويتسببون في ارتفاع الأسعار بالمضاربة.
المقالات المشابهة
أحدث موديلات السيارات المتوفرة في السوق اليوم، والتي تقدم أحدث الابتكارات والأداء.