الجزائر تحقق الاكتفاء الذاتي من الوقود وتسعى لتقليص الاستهلاك
الجزائر تحقق الاكتفاء الذاتي من الوقود وتسعى لتقليص الاستهلاك حسب ما قاله السيد نديل رشيد، رئيس سلطة ضبط المحروقات، في حوار مع منصة الطاقة المتخصصة، حيث أكد على نجاح الجزائر في تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز تحقق خلال السنوات الأربع الماضية، وترافقه جهود لتشجيع الممارسات الأكثر استدامة وخفض إجمالي استهلاك الوقود.
كيف تحقق الجزائر الاكتفاء الذاتي من الوقود؟
لطالما كان الاعتماد على الواردات لتلبية احتياجات الوقود المحلية رغم كون الجزائر منتجًا رئيسيًا للنفط والغاز الطبيعي مصدر قلق. يؤكد السيد نديل رشيد أن هذا الوضع تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث ذكر أن الجزائر لم تستورد قطرة وقود واحدة خلال السنوات الأربع الماضية. يعود هذا الإنجاز إلى عدة عوامل، أهمها تعزيز الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها سوناطراك، الشركة الوطنية للنفط والغاز، وفروعها في أنشطة التكرير والبتروكيماويات، مما عزز قدرة إنتاج الوقود محليًا. كما لعب وباء كوفيد-19 دورًا أيضا حيث أدى انخفاض النشاط الاقتصادي خلال الجائحة إلى انخفاض استهلاك الوقود، مما سمح للجزائر بتخزين كمية كبيرة من الوقود المنتج محليًا، واستخدامه بعد الجائحة لتلبية الطلب.
ويعطي رئيس سلطة ضبط المحروقات صورة واضحة عن حجم استهلاك كل نوع من الوقود مع الأنواع الأكثر شيوعا. حيث يحتل الديزل المرتبة الأولى اذ بلغ معدل استهلاكه حوالي 10.1 مليون طن في عام 2023. ويليه البنزين مباشرة باستهلاك حوالي 3.3 مليون طن. ومن المثير للاهتمام، أن غاز النفط المسال (LPG)، شهد ارتفاعًا ثابتًا في الشعبية؛ حيث زاد استهلاكه بنسبة 12٪ في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، مما يعكس التوجّه نحو بدائل أقل تلويثا.
ويتوقع السيد نديل رشيد في المستقبل ارتفاع استهلاك الوقود مرة أخرى. يرجع ذلك إلى الانتعاش المتوقع للاقتصاد الوطني واستئناف استيراد السيارات، كونها المحرك الرئيسي لاستهلاك الوقود.
مبادرات لتقليص استهلاك الوقود
أوضح السيد نديل رشيد أن خطط خفض استهلاك الوقود تتزامن مع استراتيجية السلطات العمومية في تقليص تصدير المحروقات في شكلها الخام، وذلك من خلال العمل على تثمينها عن طريق نشاطات التكرير والتصفية، بالإضافة إلى مشروعات لتوسعة محطات التكرير الموجودة حاليًا. كما تتمثل إحدى المبادرات الرئيسية لخفض استهلاك الوقود في تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل إلى استخدام غاز النفط المسال، نظرًا لانخفاض تكلفته بشكل كبير مقارنة بالوقود التقليدي. وسيتم فرض استيراد نسبة من السيارات الكهربائية وتجهيز محطات الخدمات بأعمدة الشحن الكهربائي، وهي خطوة تتماشى مع الاتجاه العالمي نحو خيارات النقل الأنظف.
يذكر أن المدير العام لعلامة اوبل في الجزائر، السيد نسيم بن قرقورة، كان قد صرح بأن سيارة موكا بنسختها الكهربائية ستكون ضمن السيارات المستوردة الى الجزائر.
ما هي سلطة ضبط المحروقات؟
تلعب سلطة ضبط المحروقات دورًا محوريا في ضمان سلامة واستدامة البيئة لقطاع الطاقة في الجزائر، تأسست في عام 2005، وتشرف على جميع الأنشطة المتعلقة بالمحروقات، بما في ذلك تشغيل منشآت النفط والغاز ومحطات الوقود؛ ويذكر السيد نديل رشيد مجالات تركيز سلطة ضبط المحروقات كالتالي:
· السلامة: تراجع سلطة الضبط بروتوكولات السلامة بدقة وتضمن امتثال جميع المنشآت لأعلى المعايير واضعة السلطة سلامة الإنسان في المقام الأول.
· حماية البيئة: تتيقن السلطة من خضوع جميع المشاريع لتقييمات أثر بيئي دقيقة قبل منح الموافقة.
· تنظيم السوق: تلعب السلطة دورًا رئيسيًا في تنظيم سوق محطات الوقود. وتعمل حاليًا على تشريع لمعالجة الاختلالات القائمة وتعزيز المنافسة العادلة بين المستثمرين.
الجزائر تحقق الاكتفاء الذاتي من الوقود وتسعى لخفض الاستهلاك، ويقدم قطاع الطاقة في الجزائر صورة متعددة الأوجه اذ حققت البلاد نجاحًا ملحوظًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود من جهة، وتعمل من جهة أخرى على تنفيذ استراتيجيات لتعزيز الاستهلاك المسؤول للطاقة وضمان الاستدامة طويلة الأجل للقطاع. ان هذا النهج ذو الشقين - ضمان الاكتفاء الذاتي مع تعزيز الاستهلاك المسؤول - يضع الجزائر في موقع يؤهلها لمستقبل طاقة مستقر وصديق للبيئة.
المقالات المشابهة
أحدث موديلات السيارات المتوفرة في السوق اليوم، والتي تقدم أحدث الابتكارات والأداء.