يعتبر تأخر تسليم السيارات المستوردة بالموانئ الجزائرية مشكلة لطالما واجهها الزبون الجزائري، فبالنسبة للعديد من الزبائن في الجزائر، فإن حلم اقتناء سيارة جديدة قد يتحول إلى كابوس بسبب تأخر تسليمها بعد وصولها للموانئ لأسابيع عديدة. وراء هذا التأخير الذي يسبب ضررا ماديا ومعنويا لأصحاب السيارات، تكمن عراقيل عدة تتمثل أساسا في تأخر إجراءات الجمركة وبطء عملية معاينة السيارات من طرف خبير المناجم؛ وهذا حسب مساءلة أحد نواب البرلمان لوزير المالية.

ما أسباب تأخر تسليم السيارات المستوردة بالموانئ الجزائرية؟

لوحظ مؤخرا تكدس السيارات المستوردة التي تنتظر استكمال إجراءات دخولها إلى التراب الوطني، لسبب أو لآخر. هذا التأخير وضع أصحاب السيارات المستوردة أمام مشكلتين رئيسيتين؛ الأولى مادية، حيث يتعرض البعض لحبس أموالهم لدى الوكلاء في انتظار حصولهم على مفاتيح سياراتهم عوض الاقتناء الفوري لسيارات من دور العرض المنتشرة لمتعددي العلامات. أما المعاناة الثانية فهي معنوية، إذ يطول انتظار الزبون لسيارته التي دفع ثمنها مسبقا، ويتحول شوق اقتنائها إلى قلق وأسى بسبب تأجيل موعد التسليم مرارا وتكرارا.

بالإضافة إلى تأخر إجراءات الجمركة، فإن عملية معاينة السيارات من طرف خبير المناجم تشكل كذلك عائقًا أمام تسليمها في آجال معقولة. فارتفاع الطلب على خدمات خبراء المناجم يؤدي إلى بطء وتيرة المعاينة، مما يطيل من فترة انتظار الزبائن.

وليست هذه العوامل الوحيدة التي تساهم في تأخير وصول السيارات، فتزيد الأوضاع الجيوسياسية المضطربة في البحر الأحمر من صعوبات استيراد السيارات أيضا، حيث اضطر بعض وكلاء السيارات إلى تغيير مسار رحلات بواخرهم، مستخدمين طريقًا أطول عبر جنوب إفريقيا والمحيط الأطلسي بدلاً من البحر الأحمر. يؤدي هذا التحويل في مسار الرحلات إلى زيادة مدة الشحن، مما يطيل من فترة انتظار الزبائن. علاوة على ذلك، فإن هذه المسارات البديلة قد تترتب عليها تكاليف إضافية على الوكلاء، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع أسعار السيارات بالنسبة للمستهلكين. النهائيين.

مساءلة برلمانية لوزير المالية

دفع هذا الوضع بعض النواب في البرلمان الجزائري إلى مساءلة الحكومة حول أسباب تأخر تسليم السيارات المستوردة بالموانئ، والمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع لتحديد المسؤوليات ومحاولة إيجاد حلول سريعة وفعالة، حيث كشفت السؤال الكتابي الذي تحصلنا على نسخة منه؛ وجهه النائب عن حزب جبهة التحرير السيد أحمد ربحي إلى وزير المالية، عن معاناة أصحاب السيارات المستوردة بسبب تأخر جمركة سياراتهم في الموانئ.

وأوضحت الوثيقة على أن أصحاب السيارات يعانون من صعوبات جمة في استلام سياراتهم التي وصلت بالفعل إلى الموانئ الجزائرية، وذلك بسبب بطء إجراءات الجمركة وكذلك طول انتظار معاينة السيارات من قبل خبير المناجم.

ويسأل النائب السيد أحمد ربحي في الوثيقة وزير المالية عن الإجراءات التي تنوي الوزارة القيام بها لمعالجة هذا الوضع وتسهيل استلام المواطنين لسياراتهم المستوردة في آجال معقولة.

ضرورة إيجاد حلول سريعة

لتجاوز هذه المعاناة التي باتت تؤرق أصحاب السيارات المستوردة، يطالب الخبراء بمجموعة من الحلول، أولى هذه الحلول تتمثل في ضرورة تسريع عملية الجمركة في الموانئ من خلال تفعيل إجراءات إدارية أكثر مرونة، كما يرى المختصون أن زيادة عدد خبراء المناجم من شأنه أن يقلص مدة انتظار الزبائن لمعاينة سياراتهم.

وأخيرا، يعتبر التواصل الشفاف بين الوكلاء وأصحاب السيارات أمرا ضروريا لتخفيف حدة المعاناة، حيث يشتكي العديد من الزبائن من نقص المعلومات حول وضعية سياراتهم وتأجيلات التسليم المتكررة.

إنهاء معاناة الزبائن في تأخر تسليم السيارات المستوردة بالموانئ يتطلب تضافر جهود مختلف الأطراف المعنية، بداية من السلطات الجمركية وصولا إلى وكلاء السيارات. حل هذه الإشكالية سيضمن حقوق الزبائن ويجنبهم الأضرار التي يتكبدونها بسبب التأخير غير المبرر في تسليم سياراتهم.